ترتبط كلمة صوفيّ بما هو خفيّ وغيبيّ. والاتّجاه إلى الصوفية أملاه عجز العقل (والشّريعة الدينية) عن الجواب عن كثير من الأسئلة العميقة عند الإنسان ـ وأملاه كذلك عجز العلم.
فالإنسان يشعر بأنّ ثمة مشكلات تؤرّقه، حتى عندما تحلّ جميع المشكلات العقلية، والشرعية ـ الدينية، والعلمية، أو عندما تحلّ جميع المشكلات بوساطة العقل والشرع والعلم.
هو الذي لم يُحَلّ (لا يُحَلّ)، هذا الذي لم يُعرف (لا يُعرف)، هذا الذي لم يُقَل (لا يُقال) هو ما يولّد الاتّجاه نحو الصوفيّة.
وهو نفسه ممّا سوّغ نشأة السوريالية. فدعوى السوريالية الأولى هي أنّها حركة لقول ما لم يُقل، أو ما لا يُقال. ومدار الصوفية، كما أفهمها، هو اللامعقول، اللامرئيّ، اللامعروف.
أدونيس شاعر سوري، ولد في 1930 بقرية قصابين في سوريا. تبنى اسم أدونيس تيمناً بأسطورة أدونيس الفينيقية، الذي خرج به عن تقاليد التسمية العربية منذ عام 1948. أصدر مع يوسف الخال مجلة "شعر" عام 1975. ثم أصدر مجلة "مواقف" بين عامي 1969 و 1994. أستاذ زائر في جامعات ومراكز للبحث في فرنسا وسويسرا والولايات المتحدة وألمانيا. نال عدداً من الجوائز العالمية وألقاب التكريم وتُرجمت أعماله إلى لغات عديدة.
من إصداراته عن دار الساقي: "الثابت والمتحول"، "ديوان النثر العربي"، "ديوان الشعر العربي"، المحيط الأسود".