بشر لم يمت، يا هبة... إنه كهذه الورود التي تضعينها في المزهرية الثانية. لقد تحول فقط، وسيولد من جديد. الموت ليس هو النهاية التي نظن.
كما خط الأفق تماماً: ما وراءه مفتوح على جميع الاحتمالات. نحن فقط الذين لا نزال نجهل أشياء كثيرة في هذا الكون اللانهائي!
إذاً، سيظل السؤال قائماً، ما دامت الحياة ممتلئة بالمتناقضات، وما دام الإنسان يقع، فينظر إلى من يعلمه كيف ينهض. ويخطئ، فينظر إلى من يعلمه كيف يصيب، غافلاً عن نبعه الداخلي الذي يستطيع، وحده، أن يروي ظمأه الأزلي.
ولكن، من منا يستطيع أن يفعل هذا كله؟ من منا يستطيع أن يستمد القوة من ذاته وحدها؟ من منّا يستطيع أن يكون حراً كطائر يحلق عالياً، ليرى المرى المشهد من فوق، فيحيط بالكلي والعميق؟ من منا يستطيع أن يصعد السلم إلى الدرجة التي يمكن له من فوقها أن يمدّ بصره إلى ما وراء الخط المرسوم، فيرى العوالم المفتوحة على النهاية؟
أميمة الخش (1948-2019) كاتبة سورية، تحمل إجازة في اللغة العربية من جامعة دمشق.
صدر لها عن دار الساقي: "خطّ الأفق".