يبحث قاسم، الصحافي المخضرم، المقبل على عمر الستين، عن دلال التي ضيّعها قبل ما يزيد على أربعين سنة، تساعده في ذلك صديقته سعاد. في هذه الأثناء يستلم عمله الجديد، بصفة رئيس تحرير لمجلة قيد الإنشاء. خلال سيره إلى عمله يمرّ، كل يوم، بثلاث مستخدمات يجلسن أمام محل للألبسة، فيحييهن بإيماءة من رأسه. وبين حينٍ وآخر يرتشف القهوة مع صديقه وائل في مقهى لا يرتاده أحد وعلى وشك الإغلاق.
في خلفية هذا الروتين اليومي الرتيب، بطيء الإيقاع، تجري الحياة سريعةً متغيرة في الأسواق والشوارع. بل المدينة كلها تتغير: الأبنية الجديدة تحل محل البيوت القديمة التي هجرها سكّانها؛ المقاهي تقفل أبوابها...
كل ما له معنى ويحمل ذكرى أصحابه يتلاشى، لتحل محله قطع حلوى خضراء اللون لا يتناولها أحد.
حسن داوود روائي وكاتب لبناني. حاز جوائز عديدة، وترجمت رواياته إلى الإنكليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية.
من إصداراته عن دار الساقي: "بناية ماتيلد"، "لا طريق إلى الجنة" (جائزة نجيب محفوظ للأدب 2015)، أيام زائدة، "مئة وثمانون غروباً" (جائزة المتوسّط للكتاب 2009).