منذ الستينيات والغرب يناقش "ما بعد الحداثة"، لكن العرب ما زالوا عازفين عن الموضوع كأنه لا يعنيهم. فهل التجاهل في محله؟
ما يزعمه هذا الكتاب الصغير، الذي يحاول تعريف الظاهرة ونقل النقاشات الدائرة حولها، أن الموضوع يعنيهم جداً. فـ"ما بعد الحداثة" ثقافة المدن التي اختلطت فتجاورت أجزاؤها وامتزجت تياراتها امتزاج ألوان البشرات والسحنات واللغات والأغاني، تاركة للقنوات التلفزيونية و"لقطات" الفيديو أن تجمع ما لم يسبق له أن اجتمع.
هذا لا يعني طبعاً أن المشكلات كلها وجدت طريقها إلى الحل. فالمجتمع المركب يملك أيضاً تعقيداته التي تشهد عليها مشكلة الحجاب في فرنسا، والمشكلة العرقية ـ الطبقية في لوس أنجلس وغيرها من المدن الكبرى.
وفي هذا المعنى لا بد أن يجد العربي نفسه معنياً، مرة بالمسألة التي تخص مدنه وثقافاته وتلفزيونه وموسيقاه، ومرة أخرى بالتعقيدات التي تأتيه من غير مطرح.
مي غصوب (1952-2007) كاتبة وفنّانة لبنانية، ومؤسّسة «دار الساقي» مع رفيق دربها أندره كسبار. مزجت غصوب بين شغفها بالأدب والكتابة والموسيقا والنحت، واشتهرت بجرأتها ودفاعها عن قضايا المرأة.
صدر لها عن «الساقي»: «ما بعد الحداثة: العرب في لقطة فيديو»، «مزاج المدن»، «وداعاً بيروت»، «الرجولة المتخيّلة»، «المرأة العربية وذكوريّة الأصالة».