هل أفكار الرجل العربي وحدها هي التي تدفع النساء العربيات إلى البقاء في أوضاعهن المزرية الراهنة، أم ان جمهرة النساء لا تزال تشعر بالأمان والسعادة في مجتمعاتها التقليدية، بما يحملها على الصمت والإذعان لقوانين قروسطية تملي عليها حياتها؟
تحاول مي غصوب في هذا البحث أن تظهر كيف أنه كلما حاولت النساء رفع أصواتهن، سارعن إلى الاعتذار وطمأنة المجتمع الذكري إلى أنهن لن يقدمن على الإخلال بالقيم والقناعات الأصلية. فالتقليد قيمة ذكرية بامتياز في مجتمعنا، لكن الاحترام الذي يستدعيه يدفع النساء إلى الإصرار على أن تحرّرهن جزء من "الأصالة".
ولأن الأصالة تعني عدم التغيير، حُملت النساء على شجب التغييرات التي تسيء إلى "هويتنا العربية".
لقد كان الخوف من "قيم الغرب" أبرز الذرائع التي تبنّتها الحركات النسوية لكي تتصالح مع واقعها، لكن هل توجد خارج هذه القيم أية فرصة أمام المرأة وقضيتها؟ ذلك أن الحركة النسوية حتى في الغرب، تمثل تحدياً لسائر الغرائز والقيم الكامنة في "ذات" الجماعة، والتي يجري التعامل معها كأنها بداهات.
مي غصوب (1952-2007) كاتبة وفنّانة لبنانية، ومؤسّسة «دار الساقي» مع رفيق دربها أندره كسبار. مزجت غصوب بين شغفها بالأدب والكتابة والموسيقا والنحت، واشتهرت بجرأتها ودفاعها عن قضايا المرأة.
صدر لها عن «الساقي»: «ما بعد الحداثة: العرب في لقطة فيديو»، «مزاج المدن»، «وداعاً بيروت»، «الرجولة المتخيّلة»، «المرأة العربية وذكوريّة الأصالة».