هذا الكتاب دراسة في العلاقات بين القبائل وتكوين الدولة، وتاريخ سياسي هام لوسط الجزيرة العربية في الفترة التي سبقت قيام الدولة السعودية الحالية. وهو يتناول إمارة الرشيد التي ظهرت في القرن التاسع عشر بين رعاة الإبل الشمّر، وجعلت واحة حائل عاصمة تضاهي مكة والمدينة في الشهرة والازدهار، وحاولت أن توحّد وسط الجزيرة العربية في كيان واحد.
تنظر المؤلفة في الأسباب التي جعلت شمّر تصبح في هذه اللحظة على وجه التحديد قابلة للمركزية السياسية، والعوامل الداخلية والخارجية التي أسهمت في ظهور إمارتها، والتغيرات التي حدثت في النظام السياسي، والتطورات التي أدّت إلى ما حدث لاحقاً من عدم استقرار وسقوط كيان شمّر السياسي في القرن العشرين. وأخيراً، إذ يقيم الكتاب السياق التاريخي الدولي لنشوء الإمارة في حائل، فإنه يناقش أهمية السلطنة العثمانية وتنافسها مع بريطانيا في تحديد مجرى الأحداث على المستوى الإقليمي.
وبالاستناد إلى مادة أرشيفية وأدب الرحّالة ومقابلات غنية ما كانت لتعطى إلى غريب، تعيد مضاوي الرشيد بناء التاريخ الاجتماعي لإمارة أثارت انتباه مسؤولين رسميين غربيين ورحالة أوروبيين مثل والن وبالغريف ودوتي وبلنت.
مضاوي الرشيد أستاذة أنثروبولوجيا الدين في كلّية كينغز في جامعة لندن. تختصّ بالتاريخ والسياسة والمجتمع والدين في السعودية.
صدر لها عن دار الساقي: "مساءلة الدولة السعودية"، "السياسة في واحة عربية"، "مأزق الإصلاح في السعودية"، "تاريخ العربية السعودية بين القديم والحديث".