هذا الكتاب عبارة عن حوار بين الإسلام والغرب من خلال رمز بارز للفكر التنويري في الفكر الإسلامي المعاصر (محمد أركون)، ورمز الحزب الليبرالي الهولندي (بولكستاين).إنه مقارعة حامية بين المواقع الفكرية للتراث الإسلامي، وبين أكثر القيم الغربية حداثة ورسوخاً: كالعلمنة، والحرية، والديموقراطية، والتعددية الدينية والسياسية، والعقل النقدي، وحقوق الإنسان، إلخ... ولا ريب في أن هذا الحوار سوف يشغلنا طيلة العقود المقبلة، وربما تحوّل عن طابعه السياسي والعسكري إلى طابع فكري وسجالي. ذلك أننا نعيش الآن منعطفاً تاريخياً حاسماً قد يفتح صفحة جديدة في علاقتنا مع الغرب عموماً ومع أوروبا خصوصاً.
إن الأسئلة الأساسية التي يطرحها هذا الكتاب هي من نوع: كيف يمكن إدخال العلمنة إلى ساحة الإسلام من خلال التفاعل الداخلي والصريح مع التجرية الثقافية والتاريخية للدين الإسلامي؟ بمعنى آخر: كيف يمكن أسلمة العلمنة أو علمنة الإسلام؟ كيف يمكن أن نقيم المصالحة بين القيم الروحية والثقافية العالية للدين الإسلامي، وبين قيم الحادثة العالمية؟ وما هو هذا الإسلام الليبرالي الذي يتحدث عنه محمد أركون؟ وهل صحيح أن الإسلام ضد العلمنة جذرياً كما يتوهّم الغربيون والمسلمون التقليديون في آن معاً؟
محمد أركون (1928-2010) باحث ومؤرّخ ومفكّر جزائري. أحد كبار الشخصيات البارزة في علم الإسلاميات المعاصر. كتب باللغتين الفرنسية والإنكليزية وترجمت أعماله إلى عدد من اللغات.
من إصداراته عن دار الساقي: "أين هو الفكر الإسلامي المعاصر؟"، "نحو تاريخ مقارن للأديان التوحيدية"، "حين يستيقظ الإسلام"، "قراءات في القرآن".