استحوذت حرب الخليج على انتباه العالم بأسره، ولا غرو فقد تضمّنت أضخم حملة جوية في التاريخ الحديث، وتمخصت عن آثار سياسية وعسكرية ستظل تؤثر في العالم بوجه عام، وفي منطقة الشرق الأوسط بوجه خاص، لأجيال قادمة.
يُعدّ هذا الكتاب من أوثق المصادر التي تناولت حرب الخليج، إذ يصدر عن قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، الذي عاش أحداث تلك الحرب لحظة بلحظة وشارك في صنعها، وعايش أوقات القلق والترقب، والاستعداد والتخطيط، والإقدام والهجوم، والابتهاج والنصر. يضاف إلى ذلك أنه أول كتاب يصدر عن أحد أعضاء العائلة المالكة السعودية، فيعرض وجهة نظر الكاتب، لا من منظور دعائي أو صحافي، بل من منظور مهني علمي متخصص، فيكشف النقاب عن حقائق وأسرار، ويلقي الضوء على الكثير من المواقف والأحداث الغامضة والمجهولة. ويعتمد أسلوب العرض على الصراحة والموضوعية، والاستناد إلى الأرقام والوثائق التي لا تقبل الجدل أو المراء.
ويروي الكتاب في أسلوب مشوّق مثير ظروف نشأته وخبراته التعليمية، وتدرّجه في المناصب القيادية، وعمله جنباً إلى جنب مع الفريق أول نورمان شوارتزكوف في قيادة متوازية، ظهرت فيها المملكة نداً لحلفائها الأقوياء. فلم تستقر لقمة سائغة في بطون أصدقائها، ولم تذب هويتها العربية الإسلامية في خضم التعامل مع قوة عظمى. كذلك يبرز الكتاب الدور الكبير الذي قامت به الدول العربية والإسلامية في إحراز النصر وتحرير دولة الكويت، الأمر الذي أغفلته معظم الكتابات والتحليلات التي تناولت تلك الأحداث.
ويزخر الكتاب بالمواقف المثيرة، والمفارقات الطريفة، والأحداث التي تقشعرّ منها الأبدان وتذوب لها أقسى المشاعر، فتضحك القارئ من خلال الدموع.
وهذا الكتاب، وإن كان يبدو للوهلة الأولى أنه كتاب عسكري محض، إلا أنه يخاطب العسكريين والمدنيين على السواء. كما يعرض رؤية مستقبلية إلى المنطقة العربية ومنطقة الخليج بناءً على استقراء دقيق واع للظروف السياسية والعسكرية والجيوبوليتيكية التي واكبت حرب الخليج، ما يجعل منه كتاباً لا غنى عنه للقارئ العربي.
الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود، الابن الأكبر للأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد السعودي. ولد عام 1947، ويشغل منصب مساعد وزير الدفاع والطيران للشؤون العسكرية، متخرّج من أكاديمية ساند هيرست العسكرية البريطانية.
صدر له عن دار الساقي: "مقاتل من الصحراء".