لم يشهد العلم العربي نجاحاً لعازفٍ كالذي تربّع على عرشه سامي أنطوان الشوا، أمير الكمان. فهو، بعد أبيه أنطوان، من رسّخ آلة الكمان في التخت الموسيقي العربي وأعطى هذه الآلة كل إمكاناتها. فبعمل دؤوب وموهبة قلّ نظيرها جعل الكمان يتكلّم اللغة العربية الفصحى. جاب العالم بكمانه وسَحَر محبّي الموسيقى من ملوك وسلاطين ورؤساء وسواد بشر، فأُغدقت عليه الأوسمة التي أثقلت كاهله الصغير كما يبدو في إحدى الصور. سجّل العديد من الموسيقى الآلية فرفع من شأنها، وواكب كبار مطربي عصره، من الشيخ يوسف المنيلاوي إلى أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب، وعزف كأفضل عازف عراقي مع الموسيقيين العراقيين، وكأفضل عازف كويتي مع الكويتيين، وحاكى المزمار الصعيدي بلهجته.
أول عمل يُنشر عن هذا الفنان الكبير بمناسبة مرور خمسين سنة على غيابه، تصدره مؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية، كما تصدر بهذه المناسبة مختارات من أعماله في مصنّف مؤلف من أربعة أقراص مدمجة.
أحمد الصالحي معلم آلة الكمان الشرقي في المعهد العالي للفنون الموسيقية بالكويت منذ عام 2009. عازف كمان وعضو في فرقة «أوكسفورد مقام» في بريطانيا.
صدر له عن دار الساقي: "سامي الشوا" بالاشتراك مع مصطفى سعيد.
مصطفى سعيد موسيقيّ وباحث في علم الموسيقى ولد بالقاهرة سنة 1983 وشغل عدّة مناصب للتّدرييس. أسّس مجموعة "أصيل" سنة 2003. صدرت له عدّة أعمال موسيقيّة وشارك في العديد من المؤتمرات والحفلات والمهرجانات محلّيّا ودوليّا، كما وضع موسيقى عدد من المسرحيّات والأفلام والبرامج، وهو مدير مؤسّسة التّوثيق والبحث في الموسيقى العربيّة.
صدر له عن دار الساقي: "سامي الشوا" بالاشتراك مع أحمد الصالحي.