الرفض، بحد ذاته، عنصر هدم. لكن ما من ثورة جذرية، أو حضارة تأتي دون أن يتقدمها الرفض ويمهد لها، كالرعد الذي يسبق المطر.
فالرفض، وحده، يتيح لنا، في المأزق الحضاري الذي نعيشه، أن نأمل بالطوفان الذي يغسل ويجرف، وبالشمس التي تشرق وراء خطواته.
من يُرِد مستقبله حراً وإنسانياً فلا بد له من أن يحضنه ويهيّئ له بإنسانية وحرية.
في هذا الأفق تولد القصيدة العربية الجديدة. تعانق الحادثة وتتجاوزها. ترفض الواقع لحظة تقبله وتحاوره وتعيشه. تصدر عن الأقاصي في نفس الشاعر، وتحمل الناس معها في رحيلها وتطلعها.
إذاك تبطل أن تكون مجرد مزمار للشعور المفجوع، أو مجرد مرآة للحساسية. تصبح تعبيراً عن ثقل التاريخ، عن كثافته وعبئه، في مناخ من الرفض والحنين، من الرعب والإضاءة.
أدونيس شاعر سوري، ولد في 1930 بقرية قصابين في سوريا. تبنى اسم أدونيس تيمناً بأسطورة أدونيس الفينيقية، الذي خرج به عن تقاليد التسمية العربية منذ عام 1948. أصدر مع يوسف الخال مجلة "شعر" عام 1975. ثم أصدر مجلة "مواقف" بين عامي 1969 و 1994. أستاذ زائر في جامعات ومراكز للبحث في فرنسا وسويسرا والولايات المتحدة وألمانيا. نال عدداً من الجوائز العالمية وألقاب التكريم وتُرجمت أعماله إلى لغات عديدة.
من إصداراته عن دار الساقي: "الثابت والمتحول"، "ديوان النثر العربي"، "ديوان الشعر العربي"، المحيط الأسود".