حلّت محل نشوة «الربيع العربي» كآبة الانتكاسة العنيفة والهبوط إلى جحيم الحرب، وأخلت الثورة السبيل أمام الصدام بين قطبي الثورة المضادة المتنافسين: النظام القديم من جهة، ومنازعوه الأصوليون من جهة أخرى.
في هذا الكتاب، المكمّل لبحثه الشهير في الانتفاضة العربية، الشعب يريد، يُحلِّل جلبير الأشقر العوامل الكامنة وراء الانتكاسة الإقليمية: قدرة بنى النظام القديم على الصمود في وجه العاصفة الثورية، وطاقة قوى الرجعية الدينية المتراكمة طوال عقود سابقة، والعدد الاستثنائي من الأطراف الداعمة لكلا المعسكرين الرجعيين المتنافسين سواء كانت إقليمية أو دولية، وأخيراً وليس آخراً قصور القوى التقدمية.
يتمحّص الكاتب في الأحداث الجارية في المنطقة العربية بمنظور تاريخي، ويبحث عن كثب في وضعي سورية ومصر. واستناداً إلى جمعه المميّز بين الإلمام العلمي والمعرفة السياسية بالأوضاع الإقليمية، يرى أن المنطقة العربية لن تبلغ الاستقرار ما لم تشهد تغييراً اجتماعياً جذرياً.
«من أفضل المحللين العرب»
جلبير الأشقر باحث لبناني وأستاذ دراسات التنمية والعلاقات الدولية في معهد الدراسات الشرقية والأفريقية في جامعة لندن.
من إصداراته عن دار الساقي: "انتكاسة الانتفاضة العربية"، "الشعب يريد"، "الشرق الملتهب"، "حرب الـ 33 يوماً"، "العرب والمحرقة النازية".