على الرغم من التألق الروحي والعقلي للحضارة العربية الإسلامية، فإن تاريخها السياسي يمثل أضعف عناصرها إطلاقاً. فقد ظلّت تعاني «فقر دم» سياسياً في التطبيق والنظم، منذ التأزّم المبكر للخلافة الراشدة إلى الإجهاض السياسي لمشروعات «النهوض» العربي في عصرنا.
وإلى يومنا تبدو الأمة العربية جسماً عملاقاً برأس سياسي في منتهى الصغر. ولا بدّ من الاعتراف بأن الحالة بدأت قبل ظهور «الإمبريالية» و«الصهيونية» بقرون، ولم تقتصر على أنظمة بعينها. ولكي يستعيد العرب «قدرهم السياسي» بيدهم لا بد من «اختراقٍ معرفيّ» لهذا الحاجز السياسي: ذلك ما يهدف إليه هذا الكتاب.
محمد جابر الأنصاري كاتب ومفكر بحريني، المستشار الثقافي لملك البحرين، أستاذ دراسات الحضارة الإسلامية والفكر المعاصر، وعميد كلية الدراسات العليا في جامعة الخليج في البحرين وعضو المجلس الوطني للثقافة والآداب والفنون في البحرين. حاز جائزة الدولة التقديرية في البحرين، وجائزة سلطان العويس في الدراسات القومية والمستقبلية وجائزة منيف الرزاز للدراسات والفكر.
صدر له عن دار الساقي: "العرب والسياسة: أين الخلل؟".