الحفائر... إحدى بوابات مكة إلى الحرم، وأتوقعها دائماً مشرعة أمام كل القادمين من الذنوب، كنافذة مفتوحة للصعود إلى السماء.
... كانت الجنّ تسرح بها، تستند إلى صخورها الحارة، تبتسم ثم تتوسد التراب الخشن. لا تجد أي إنسان يشعر بوجودها، غير بعض الأجساد المتفحمة والجلود الجافة.
... الحفائر، نفسها، قبر كبير يحتوي على ألوف من القبور الصغيرة التي تبدو كأنها ستستمر في وجودها ما استمرت أسرارها في الكتمان.
... الشارع في الحفائر يرتسم بين البيوت وتحت الرواشين كخيط رقيق يمسك بزمام الحارة من داخلها، ويعبر بها ما بين الهواء والسماء إلى أن يصل إلى خط الأفق.
... في ليل الحفائر سحب كثيرة تتكون من كلام قيل طوال النهار، فتحيطها بهدوء متعب يتلمسه المارة...
... لم تتغير الحفائر... إلى الآن.
عبد اللّه التّعزي ولد عام 1964 في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية حصل على بكالوريوس من كلية الهندسة من قسم الاتصالات والإلكترونيات بجامعة الملك عبد العزيز بجدة 1987، وبكالوريوس آخر من نفس الجامعة من كلية الاقتصاد والإدارة قسم العلوم الإدارية 1994 ويعمل في شركة أرامكو السعودية.
صدر له عن دار الساقي: "الحفائر تتنفّس".