شهدت طرابلس الشام في عصر المسلمين الفاطميين الشيعة عهداً من أزهى عصورها إذ ارتفع فيها مستوى الحياة المعيشية، ونمت ثرواتها، ونعمت برخاء شهد له المؤرخون العرب كالإصطخري والمقدسي.
وتعاظم دورها عندما كانت السلطة الإسلامية الفاطمية القوة الوحيدة في شرقي البحر الأبيض المتوسط التي جعلت من حركة الجهاد دعامة من دعائم العقيدة الإسلامية الشيعية.
وهي بحكم موقعها في إقليم الشام لا تستطيع أن تنسلخ من بيئتها، ومن الجغرافيا السياسية المحيطة بها، والمناخ العربي الإسلامي الذي تتنشق هواءه.
وتعد متحفاً تاريخياً يحتضن المعالم والمراكز الأثرية الدينية الإسلامية والمسيحية التي تشكل شواهد تاريخية ملموسة على حقيقة التعايش بين مختلف الطوائف ونسيجها الاجتماعي المتكامل.
الشيخ علي الإبراهيم الطرابلسي علّامة لبناني.
صدر له عن دار الساقي: "التشيّع في طرابلس وبلاد الشّام".