هذا الكتاب كان مكانه خالياً في المكتبة العربية، والحاجة إليه تظهر كلما تطورت الأوضاع السياسية في العراق وكلما رغب المتابعون للأحداث في الاطلاع على تاريخ هذه القومية وأصولها في العراق ودورها في تاريخه.
والتركمان من أقدم من استوطن العراق منذ مئات السنين، وعلى الرغم من أن مدينتهم الرئيسية ومركز تجمعهم، هو مدينة كركوك والمناطق المجاورة لها، فإنهم انتشروا في أرجاء العراق من شماله إلى جنوبه، ومنهم من احتفظ بلغته وقوميته، ومنهم من انصهر مع العرب أو الأكراد، ومنهم من اعتز بقوميته، ومنهم من تجاهلها، ولكنهم كانوا على الدوام جزءاً لا يتجزأ، وعنصراً رئيسياً من العناصر التي يتألف منها الشعب العراقي، شاركوه سرّاءه وضرّاءه وأراقوا دماءهم في حروبه وحركاته الوطنية والتحرّرية، ولكنهم لم يحصلوا على اعتراف يتناسب مع عددهم وإسهامهم في حياة البلاد السياسية والاجتماعية والثقافية.
يتناول هذا الكتاب التاريخ السياسي لتركمان العراق منذ أقدم عصورهم حتى يومنا هذا، ويلقي الضوء على أحوال القومية الثالثة من القوميات المتآخية: أصلهم، وعددهم، ودورهم في تاريخ العراق السياسي، وتطلعاتهم وأمانيهم القومية والوطنية، وموقفهم من قضية ولاية الموصل في بداية تأسيس الدولة العراقية، وتحوّل دورهم من دور الحاكم لعدة قرون (خلال الحكم العثماني وقبله) إلى دور المحكوم، وتراجع وضعهم الاجتماعي والسياسي، كما يعرض الكتاب الأسباب الحقيقية للمجازر التي تعرّضوا لها في بعض الفترات التي مر بها الشعب العراقي، ويلقي الضوء على تهمة الطورانية، التي يلصقها البعض بهم، انتقاصاً من وطنيتهم، ويظهر زيف هذه التهمة.
الكتاب دراسة كتبت بأسلوب علمي وموضوعي، وهو أشمل كتاب في موضوعه صدر حتى الآن، ولا يستغني عنه مثقف عربي ولا كردي ولا تركماني.
عزيز قادر الصمانجي من مواليد 1930، كركوك، العراق. عسكري متقاعد، أكمل دراسته في كلية القانون والسياسة أثناء خدمته العسكرية وتخرج منها حائزاً على شهادة بكلوريوس في القانون والسياسة. عام 1974 مارس مهنة المحاماة بعد إحالته على التقاعد.
صدر له عن دار الساقي: "التاريخ السياسي لتركمان العراق".