خلال التاريخ، أفرز البحث عن الحقيقة عدة مناهج، إلا أنها جميعها اشتركت في مبدأ رئيسي هو "نسبية المعرفة". ويقصد بنسبية المعرفة أن منطلقها قائم على افتراضات، ومن ثم تصبح الحقيقة نسبية، أي إنها تمثل استنتاجات لواقع معيّن انطلاقاً من واقع مفترض. وهذا الإدراك لنسبية المعرفة يحمله كل منا في داخله. وهي تأخذ أشكالاً متعددة اعتماداً على حجم الفرضيات. فحيث نجد من يعتنق فكراً أيديولوجياً متطرفاً ينطلق من فرضيات تشمل كل ما تعكسه حواسه وكل ما يتبادر إلى ذهنه انطلاقاً من هذه الانعكاسات، تاركاً لخياله العنان ليصحب أفكاره إلى عوالم من القناعات لا حد لها، فإننا نجد في المقابل صاحب الفكر العلمي المتطرف يصر على أن لا قيمة لمعرفة من دون أن يكون مصدرها التجربة العملية التي يمكن أن تدرك بالإحساس، أي من خلال الحواس الخمس.
في هذا الكتاب محاولة لتحري أسلوب المنهج العلمي في الوصول إلى قناعات نسبية ومرحلية، علماً بأن هذا الكتاب ليس كتاب علم ولا كتاب فلسفة على وجه الدقة، وإنما هو خليط بين الاثنين.
عبد اللّه حمد المعجل كاتب سعودي.
صدر له عن دار الساقي: "البحث عن الحقيقة"، "الغربة الأولى"، "الغربة الثانية" بالاشتراك مع سعاد المعجل.